اضطراب الأحبال الصوتية

يتباعد الحبلان الصوتيان عند دخول الهواء أثناء الشهيق ويقتربان من بعضهما أثناء خروج الهواء بالزفير وهذا أمر طبيعي.

وعندما تكون هناك حاجة طارئة لحماية المجاري التنفسية من دخول الأطعمة أو الأشربة أو المفرزات فإن اقتراب الحبلين الصوتيين يصل إلى حد الانغلاق التام ولذا فإن هذا الانغلاق يحمي الجهاز التنفسي وكثيراً ما تسمى الحنجرة بكلب الحراسة.

انتبه الأطباء خلال السنوات القليلة الماضية إلى اضطراب قد يصيب عمل الحبال الصوتية وسمي هذا الاضطراب بأسماء عدة فسماه البعض سوء عمل الحبال الصوتية وسماه آخرون سوء وظيفة الحبال الصوتية ورغم اختلاف التسميات والتعابير إلا أنها تدل بمجملها على جوهر الحالة وهي أن هناك اضطراب ما يجعل الحبلين الصوتيين يقتربان من بعضهما أثناء الشهيق والمفروض أن يتباعدا فهما يتحركان عكس ما يجب مما يعيق حركة الهواء الداخل إلى الصدر أثناء الشهيق حيث أن الهواء الداخل يواجه حبلين صوتيين قريبين من بعضهما يعيقان دخول الهواء بسهولة وقد يؤدي الأمر إلى انطباع خاطئ فيظن أن المرء مصاب بالربو ويعطى العلاج تلو العلاج دون جدوى لأن الحالة تقلد الربو بل ترافق الربو في أحيان أخرى ولكن الأمر هو حركة عكسية للحبال الصوتية ولذا سميت الحالة من قبل البعض الحركة العجائبية للحبلين الصوتيين.

بشكل عام يكثر حدوث الحالة عند من لديهم اضطرابات نفسية أو عاطفية أو اضطرابات شخصية ويقال أن الحالة تحدث عندما تكون الحنجرة زائدة الاستجابة للمحرضات المختلفة كما أن هناك من يقدم أدلة على دور الأحماض المرتدة من المعدة إلى المريء في إحداث الحالة خاصة وأن بعض المرضى يستيقظون ليلاً فزعين خائفين من سوء التنفس الشهيقي ومن الشعور بالاختناق خاصة بعد وجبة دسمة ليلاً.
إن رؤية الحبال الصوتية يقتربان من بعضهما مع كل شهيق عكس المفترض والمتوقع، العلاج الفعال ليس دوائياً ولا جراحياً وإنما يجب أن يفهم المريض الحالة وأن يتعلم أن لا يصاب بالذعر والرعب عند حدوثها وأن يحاول أن يسترخي وأن يرخي عضلات الفم والبلعوم .

كما يرى آخرون ضرورة الاستعانة بالمعالجة التأهيلية وخاصة التأهيل النطقي الكلامي والأساس أن لا يصاب المريض بالرعب وأن يتنفس بطريقة هادئة صحيحة.