الضغط النفسى

الأزواج القائمون على رعاية شركائهم المصابون بالعته هم عرضة لنفس المصير بمقدار ستة أضعاف

الضغط النفسى الناتج عن الرعاية قد يكون مسئولا

- الأزواج أو الزوجات القائمون على رعاية أزواجهم المصابون بالعته هم اكثر عرضة بمقدار ستة أضعاف للإصابة بحالة قصور الذاكرة بالمقارنة بهؤلاء الذين لا يعانى أزواجهم من الإصابة به ، وذلك وفقا لنتائج 12 عاما دراسة بواسطة جونز هوبكنز ، جامعة ولاية يوتاه ، وجامعة ديوك . إن تزايد الخطر الذى وجده الباحثون بين مقدمي الرعاية كان على قدم المساواة مع قوة الجين المعروف بأنه يزيد احتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر ، وقد قدموا تقريرا نشر في مايو فى دورية الجمعية الامريكية لطب الشيخوخة .

واشارت دراسات صغيرة قليلة إلى أن مقدمي الرعاية من أحد الزوجين للآخر يظهرعليهم فى كثير من الأحيان أعراض فقد للذاكرة أكثر من الأزواج الذين لايقومون بالرعاية . ومع ذلك ، لم يقم أحد على مر الزمن بفحص القدرات المعرفية لمقدمي الرعاية باستخدام معايير قياسية صارمة لتشخيص العته ، وهي اضطراب معرفى خطير يتميز بوجود عيوب في الذاكرة والانتباه ، والحكم على الأشياء ، واللغة ، وقدرات أخرى .

للحصول على بعض الإجابات ، قام دكتور بيتر رابنز أستاذ الطب النفسي بجامعة جونز هوبكنز ، وفريق بقيادة دكتور ماريا نورتون أستاذ مشارك بجامعة ولاية يوتاه ، بفحص 1221 من الأزواج الذين تتراوح أعمارهم من 65 عاما فأكثر . وكان هؤلاء الأفراد جزءا من دراسة تسمى دراسة الذاكرة بمقاطعة الكاش (يوتاه) والتي أظهرت وجود اكثر من 900 شخص مصابين بالعته في المجتمع منذ عام 1995. جميع المشاركين في الدراسة يعيشون في مقاطعة الكاش ، والتى تصدر سكانها جدول الأعمار في الولايات المتحدة عام 1990 .

ابتداء من عام 1995 ، بدأ الباحثون فحص المتطوعين لتحديد ما إذا كانوا مصابين بالعته . أولا أكمل المتطوعين استبيانات لتقييم حالتهم المعرفية . أولئك الذين أظهرت استبياناتهم احتمال الإصابة بالعته تم إخضاعهم لتقييم إكلينيكى شامل بواسطة ممرضات وفنيين مدربين تدريبا خاصا . وأخيرا ، قام فريق بقيادة طبيب نفسي للشيخوخة وطبيب نفسي عصبي بتقييم النتائج وتعيين تشخيص العته بالشكل المتبع .

في عينة من 2442 شخص من المتزوجين شخص الباحثون 255 فرد مصاب بالعته , واكتشفوا أن الأفراد الذين سبق تشخيص أزواجهم بالعته معرضون هم أنفسهم للإصابة بهذه الحالة بمقدار ستة اضعاف عن هؤلاء الذين لا يعانى أزواجهم من العته .

و تم مقارنة هذا الخطر المتزايد بخطر الاصابة بمرض الزهايمر والمرتبط ظهوره بجين معروف جيداباسم توقفت النتائج حتى عندما فسر الباحثون وجود عوامل أخرى يمكن أن تؤثر على خطر الاصابة بالعته ، مثل الحالة الاجتماعية الاقتصادية .

تقول نورتون أن طبيعة البحث الجديد طويلة الأجل تجعل النتائج مختلفة عما سبق من الدراسات المبكرة التى تظهر فقدان الذاكرة بين مقدمي الرعاية المتزوجين . وتضيف "نحن نعلم أن الانخفاض الذى رأيناه في الذاكرة هو انخفاض حقيقي ومستمر ، وليس مجرد نقطة زمنية عندما كانوا لا يؤدون بشكل جيد في الاختبارات" .

ويلاحظ رابنز أن هناك نقطة قوة فى دراسة مقاطعة الكاش ، وهى أن النتائج تمثل المجتمع بدرجة عالية حيث أن الغالبية العظمى من السكان فى سن 65 عاما أو أكثر يشاركون في البحث الجارى . اعتمدت الدراسات المبكرة كثيرا على النتائج الماخوذة من المرضى المقيمين فى مستشفيات الذاكرة والقائمين على رعايتهم ، هذه العينة قد لا تمثل المجتمع ككل .

رابنز ، و نورتون ، وزملائهم تكهنوا بأن الضغط النفسى بسبب تقديم الرعاية قد يكون مسؤولا عن زيادة خطر الاصابة بالعته فى الأزواج ، ومع ذلك هناك حاجة للمزيد من البحث لتحديد ما قد تكون تلك الآلية . يقول رابنز إذا كان حدسهم صحيحا ، فيتعين على الأطباء الذين يعالجون مرضى العته إبداء المزيد من الاهتمام لخفض التوتر لدى مقدمي الرعاية بين الزوجين .

يضيف رابنز "تقديم الرعاية له جوانبه الإيجابية ، فضلا عن الآثار السلبية . اذا تمكنا من تعزيز الجوانب الايجابية وتقليل الآثار السلبية ، قد تكون قادرين على خفض خطر الإصابة بالعته بين مقدمى الرعاية " .

و يهتم الباحثون منذ فترة طويلة بمعرفة كيف يصاب أحد الأزواج القائمين على رعاية شريكه بالعته . لقد ركزت معظم الدراسات السابقة على الاضطراب العاطفي الذى يظهره مقدم الرعاية في كثير من الأحيان ، وليس كيفية تأثر قدراته المعرفية .