هذا الرجل كان ابى

اعتقد ان الوقت قد حان كى افرغ بعض ما يحمله صدرى من ذكريات و من الام احسها من بعد رحيل ابى عن حياتى مر من الوقت ما يشارف على الشهران على هذا الحدث الذى مزق حياتى كاملة و قلب كيانها راسا على عقب قد ترون ان كلماتى تلك هى بعض اوجاع من قلب مجروح لفقد عزيز عليه و قد ترون انها مجرد فضفضة حزينة بعض منكم لا يريد ان يتعب قلبه بها و لكنها اقل القليل مما يعتمل بداخلى من احزان و من شجون كنت ابنته الوحيدة و ذالك ما يراه الناس اجمع فى مجتمعنا و فى بيئتنا و لكنى ارى شيئا اخر اننى كنت حبيبته و لسة مجرد ابنته و هو كان بمثابة حبيب غالى بل اغلى من كل الناس كنا عاشقين لبعضنا البعض كان بئر اسرارى و كان هو العقل الذى الجأ اليه عند كل عقبة تقابلنى طالما اعطانى النصيحة بكل حب و بكل عقل و بكل ما تفرضة علينا الاصول و التقاليد لا اذكر انه طوال عمرى الذى قارب على 35 عاما ان نهرنى او ضربنى كما يفعل العديد من الاباء بل كان حنانه و حبه حب جارف جدا لقطعة من قلبه بل كل قلبه كثير قد يستغربون ذالك و يقولون ان البنت قريبة من امها اكثر من ابوها و لكن هذة هى الحقيقة ابى اقرب من قلبى و تفكيرى و عقلى كان هذا الرجل الغير متعلم له افكار و تفكير يفوق غيره من الحاصلين على اعلى الدرجات العلمية بمراحل كم من المرات اتذكر و انا شابة كبيرة ان اصحو من نومى و اجد لوح من الشيكولاتة الغالية و الجميلة على وسادتى كان يدخل غرفتى و انا نائمة و يضعه على وسادتى حتى اراه اول ما افتح عينى صباحا كان يحب ان يداعبنى كثيرا و يضحك معى لانى طفلته المدللة التى لم يهتم بشئ فى حياته مثلما اهتم بى كان هذا الرجل البسيط اكبر من اى خبير تربوى فى تعامله معى عندما انجبنى لم يبحث عن المزيد من الاطفال و لكنه اكتفى بى كم كان يتالم و يبكى بالدمع الغزير عنما اتعب او تتدهور صحتى كان الحماية و السند و الامان و كل شيئ بالنسبة لى هناك الكثير و الكثير فى قلبى لا تسعفنى الكلمات حتى افرغها هنا
انه ابى كان حلما صحوت منه على كابوس فقده
حتى اننى اتسال احيانا هل فعلا ابى كان موجودا فى هذة الدنيا بكل هذا العطاء و الحب و الحنان
عذرا ان اطلت عليكم او حملتكم همومى و لكن هذا الرجل مهما حييت لن اوفيه حقه
لان هذا الرجل هو ابى